[center]نشوء الكون
هل للكون بداية؟ وكيف بدأ الكون؟ وكيف كان شكله؟ ومتى بدأ؟ وإلى أين يسير؟
هذه أسئلة طرحها الإنسان منذ القديم، ولكن لم تبدأ الإجابة عنها بشكل علمي إلا منذ
بداية القرن العشرين، فماذا يخبرنا علماء الفلك، وما هي الحقائق العلمية التي وصلوا إليها؟
منذ حوالي أربعين سنة فقط بدأ العلماء يرصدون الأمواج الكهرطيسية القادمة إلى الأرض،
وقاموا بتحليل هذه الأمواج وتبين أنها تعود لآلاف الملايين من السنين!
معظم العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أجمعوا على أن هذا النوع من الأشعة ناتج عن بقايا انفجار عظيم
وعادوا بذاكرتهم إلى بداية الكون وتوسُّعه فاكتشفوا أن الكون كله قد بدأ من نقطة واحدة!
بما أن الكون اليوم يتوسع باستمرار فلا بد أن حجمه كان أصغر حتى نعود لنقطة البداية،
ومن هنا برزت للوجود نظرية الانفجار العظيم التي تفسِّر نشوء الكون من كتلة ذات وزن عظيم جداً،
انفجرت وشكلت هذه المجرات ولا يزال الانفجار مستمراً حتى يومنا هذا
هذه النظرية أصبحت اليوم حقيقة علمية يقينية تؤكدها كل الظواهر والمكتشفات، ولا أحد يستطيع اليوم أن ينكر
حركة المجرات المبتعدة عنا والتي تبلغ سرعتها أكثر من عشرة آلاف كيلو متراً في الثانية الواحدة!
هذه الحقيقة العلمية نجد حديثاً دقيقاً عنها في كتاب الله تعالى الذي فيه تفصيل كل شيء
يقول عز من قائل " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ
حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " [الأنبياء: 30]
وهنا يتفوق البيان القرآني على حقائق العلم الحديث. فالعلم الحديث يسمى بداية الكون (كتلة) وهذه تسمية غير
صحيحة علمياً فالكتلة لا تشير إلى أي نوع من أنواع البناء أو الحركة
بينما القرآن يعطينا مصطلحاً دقيقاً وهو (الرتق) وفي هذه الكلمة نجد إشارة إلى البنية النسيجية للكون،
وفيها إشارة إلى وجود النظام منذ بداية الخلق وليس كما يصفه
العلماء بأن الكتلة الابتدائية التي خُلِق منها الكون كانت تعجّ بالفوضى!
وفي كل يوم نجد العلماء يعدلون مصطلحاتهم ويغيرونها بما يتناسب مع جديد الاكتشافات
ولكن الله تعالى خالق هذا الكون والذي يعلم السرَّ وأخفى حدَّد المصطلحات
الدقيقة والثابتة منذ بداية نزول القرآن
يتابع القرآن تفوقه على العلم من خلال كلمة (ففتقناهما) ففي هذه الكلمة يتجلّى كل النظام في عملية فتق الكون
وتشكيل هذه المجرات التي نراها. فالعلم يسمي هذه العملية بالانفجار وكلمة (انفجار) لا تفيد إلا الفوضى
فلا يمكن للانفجار أن يكون منظماً أبداً
بينما الكلمات التي يستخدمها خالق هذا الكون والخبير بأسراره هي كلمات واقعية: (الرتق) و(الفتق)، فالنسيج
الكوني كان رتقاً ففتقه الله تعالى بقدرته
وتأمل كلمة (ففتقناهما) كيف تعبر عن طاقة وقدرة عظيمة وصفها الله تعالى ليبدأ بها خلق السماوات
والأرض وإن الكلمات التي يستخدمها العلماء لتعجز فعلاً عن وصف حقيقة الأمر
فكلمة (انفجار) لا تعبر تماماً عن ضخامة الحدث، ولا عن حقيقة هذا الحدث، بينما نجد كلمات الله تعالى
تعطي الدقة في وصف الحقيقة العلمية إذن بكلمتين الرتق والفتق
وصف الله تعالى نشوء الكون، بينما نجد آلاف الأبحاث العلمية في هذا المجال وبالرغم من هذا الكم الضخم من
المؤلفات لم يتمكن العلماء من تلخيص نظريتهم عن بداية الكون بكلمات قليلة
وهنا تتجلى عظمة وإعجاز القرآن بيانياً وعلمياً، فالإعجاز القرآني لا يقتصر على عرض الحقائق العلمية فحسب
بل يصف هذه الحقائق بدقة بالغة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها
وفي هذه الآية أمر لا بد من ملاحظته وهو بداية ونهاية الآية فيقول الله تعالى
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"
فالخطاب هنا من علم الغيب عند الله فهو موجه إلى الذين كفروا فقد علم الله أنا الذين سيكتشفون ظاهرة
بداية الكون هم من غير المسلمين فوجه الخطاب لهم قائلاً " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا " أي هم رأوى باكتشافاتهم
هذه الظاهرة
إذن هذه الآية تمثل معجزة علمية، فقد بدأت بخطاب الكفار بحقيقة كونية هم من سيكتشفها، ثم وصَفَت الحقيقة
الكونية هذه بأقل عدد ممكن من الكلمات. وخُتمت الآية بالهدف من هاتين الحقيقتين وهو
الإيمان بالله تعالى: " أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "
وهذا يدل على أن وجود الحقائق العلمية في كتاب الله تعالى ليس هدفاً بحد ذاته، بل هذه الحقائق وسيلة لهدف
عظيم وهو الرجوع إلى الخالق سبحانه وتعالى والإيمان به
وهذا يدل أيضاً على أن المؤمن مكلَّف بإيصال هذه الحقائق إلى غير المؤمن وأن الإعجاز وسيلة ندعو بها
إلى الله تعالى
فتبارك الله منزل القرآن
"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"
محمد شهاب المغربي[left]
هل للكون بداية؟ وكيف بدأ الكون؟ وكيف كان شكله؟ ومتى بدأ؟ وإلى أين يسير؟
هذه أسئلة طرحها الإنسان منذ القديم، ولكن لم تبدأ الإجابة عنها بشكل علمي إلا منذ
بداية القرن العشرين، فماذا يخبرنا علماء الفلك، وما هي الحقائق العلمية التي وصلوا إليها؟
منذ حوالي أربعين سنة فقط بدأ العلماء يرصدون الأمواج الكهرطيسية القادمة إلى الأرض،
وقاموا بتحليل هذه الأمواج وتبين أنها تعود لآلاف الملايين من السنين!
معظم العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة أجمعوا على أن هذا النوع من الأشعة ناتج عن بقايا انفجار عظيم
وعادوا بذاكرتهم إلى بداية الكون وتوسُّعه فاكتشفوا أن الكون كله قد بدأ من نقطة واحدة!
بما أن الكون اليوم يتوسع باستمرار فلا بد أن حجمه كان أصغر حتى نعود لنقطة البداية،
ومن هنا برزت للوجود نظرية الانفجار العظيم التي تفسِّر نشوء الكون من كتلة ذات وزن عظيم جداً،
انفجرت وشكلت هذه المجرات ولا يزال الانفجار مستمراً حتى يومنا هذا
هذه النظرية أصبحت اليوم حقيقة علمية يقينية تؤكدها كل الظواهر والمكتشفات، ولا أحد يستطيع اليوم أن ينكر
حركة المجرات المبتعدة عنا والتي تبلغ سرعتها أكثر من عشرة آلاف كيلو متراً في الثانية الواحدة!
هذه الحقيقة العلمية نجد حديثاً دقيقاً عنها في كتاب الله تعالى الذي فيه تفصيل كل شيء
يقول عز من قائل " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ
حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " [الأنبياء: 30]
وهنا يتفوق البيان القرآني على حقائق العلم الحديث. فالعلم الحديث يسمى بداية الكون (كتلة) وهذه تسمية غير
صحيحة علمياً فالكتلة لا تشير إلى أي نوع من أنواع البناء أو الحركة
بينما القرآن يعطينا مصطلحاً دقيقاً وهو (الرتق) وفي هذه الكلمة نجد إشارة إلى البنية النسيجية للكون،
وفيها إشارة إلى وجود النظام منذ بداية الخلق وليس كما يصفه
العلماء بأن الكتلة الابتدائية التي خُلِق منها الكون كانت تعجّ بالفوضى!
وفي كل يوم نجد العلماء يعدلون مصطلحاتهم ويغيرونها بما يتناسب مع جديد الاكتشافات
ولكن الله تعالى خالق هذا الكون والذي يعلم السرَّ وأخفى حدَّد المصطلحات
الدقيقة والثابتة منذ بداية نزول القرآن
يتابع القرآن تفوقه على العلم من خلال كلمة (ففتقناهما) ففي هذه الكلمة يتجلّى كل النظام في عملية فتق الكون
وتشكيل هذه المجرات التي نراها. فالعلم يسمي هذه العملية بالانفجار وكلمة (انفجار) لا تفيد إلا الفوضى
فلا يمكن للانفجار أن يكون منظماً أبداً
بينما الكلمات التي يستخدمها خالق هذا الكون والخبير بأسراره هي كلمات واقعية: (الرتق) و(الفتق)، فالنسيج
الكوني كان رتقاً ففتقه الله تعالى بقدرته
وتأمل كلمة (ففتقناهما) كيف تعبر عن طاقة وقدرة عظيمة وصفها الله تعالى ليبدأ بها خلق السماوات
والأرض وإن الكلمات التي يستخدمها العلماء لتعجز فعلاً عن وصف حقيقة الأمر
فكلمة (انفجار) لا تعبر تماماً عن ضخامة الحدث، ولا عن حقيقة هذا الحدث، بينما نجد كلمات الله تعالى
تعطي الدقة في وصف الحقيقة العلمية إذن بكلمتين الرتق والفتق
وصف الله تعالى نشوء الكون، بينما نجد آلاف الأبحاث العلمية في هذا المجال وبالرغم من هذا الكم الضخم من
المؤلفات لم يتمكن العلماء من تلخيص نظريتهم عن بداية الكون بكلمات قليلة
وهنا تتجلى عظمة وإعجاز القرآن بيانياً وعلمياً، فالإعجاز القرآني لا يقتصر على عرض الحقائق العلمية فحسب
بل يصف هذه الحقائق بدقة بالغة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها
وفي هذه الآية أمر لا بد من ملاحظته وهو بداية ونهاية الآية فيقول الله تعالى
" أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"
فالخطاب هنا من علم الغيب عند الله فهو موجه إلى الذين كفروا فقد علم الله أنا الذين سيكتشفون ظاهرة
بداية الكون هم من غير المسلمين فوجه الخطاب لهم قائلاً " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا " أي هم رأوى باكتشافاتهم
هذه الظاهرة
إذن هذه الآية تمثل معجزة علمية، فقد بدأت بخطاب الكفار بحقيقة كونية هم من سيكتشفها، ثم وصَفَت الحقيقة
الكونية هذه بأقل عدد ممكن من الكلمات. وخُتمت الآية بالهدف من هاتين الحقيقتين وهو
الإيمان بالله تعالى: " أَفَلَا يُؤْمِنُونَ "
وهذا يدل على أن وجود الحقائق العلمية في كتاب الله تعالى ليس هدفاً بحد ذاته، بل هذه الحقائق وسيلة لهدف
عظيم وهو الرجوع إلى الخالق سبحانه وتعالى والإيمان به
وهذا يدل أيضاً على أن المؤمن مكلَّف بإيصال هذه الحقائق إلى غير المؤمن وأن الإعجاز وسيلة ندعو بها
إلى الله تعالى
فتبارك الله منزل القرآن
"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"
محمد شهاب المغربي[left]
الإثنين مايو 26, 2014 5:02 am من طرف Abdullah ALLawama
» تلخيص مادة الحاسوب للصف العاشر ف2
السبت أبريل 26, 2014 11:35 pm من طرف Abdullah ALLawama
» ملخص مادة الحاسوب اول ثانوي مستوى ثاني
السبت أبريل 26, 2014 11:31 pm من طرف Abdullah ALLawama
» موقع مدرسة شكري على الفيسبوك الصفحة الرسمية
الثلاثاء ديسمبر 31, 2013 11:32 pm من طرف Abdullah ALLawama
» مواعيد الدوام و تسليم الشهادات
الإثنين يونيو 24, 2013 1:21 am من طرف Abdullah ALLawama
» برمجية التخصصات
الجمعة أكتوبر 14, 2011 2:01 am من طرف ATA.ASMAR
» ظهور نتائج تصنيف العاشر
الأحد سبتمبر 25, 2011 2:45 pm من طرف yousefc47
» دليل طلبة التوجيهي و العاشر للتخصصات الجامعية
الأربعاء أغسطس 03, 2011 6:20 pm من طرف Abdullah ALLawama
» موعد نتائج تصنيف العاشر
الخميس يوليو 21, 2011 4:16 pm من طرف Abdullah ALLawama